كبسوله قانونية

في

الدعوى الكيدية

بقلم: ياسر الطيب الحاج _ المستشار القانوني والمحكم المعتمد

يتساءل الكثيرين عن الدعوى الكيدية من حيث طبيعتها وظروف حدوثها وطرق اثباتها والاثار المترتبة على اطرافها، وحيث كفل النظام للأفراد حق التقاضي والمطالبة بالحقوق، واوجب عند استخدام هذا الحق من قبل الأفراد للحصول على حقوقهم بان يكون بطريقة قانونية مشروعة صحيحة، وعلى الرغم من ذلك نجد حالات لا يكون هدف الدعاوى المطالبة بحقوق مشروعة ثابتة وصحيحة بل يكون الهدف فقط الدعاوى المضرة غير الصحيحة التي تسبب الضرر والأذية للآخرين، بالإضافة إلى التشهير بسمعتهم وهو ما يعرف بالدعوى الكيدية وهي التي(يقاضي فيها شخص “مدعي” على آخر “المدعي عليه” من غير وجود حق، مطالباً بأمر لا حق له فيه، في قضية قد تكون جنائية  أو مدنية أو إدارية، ولا يهدف صاحبها من ورائها لمصلحة مشروعة قانونية، وإنما يريد الأضرار بالخصم وتسبب الأذى، لأخذ ماله بغير حق أو لإزعاجه).

وبسبب هذه الدعاوى الكيدية الغير واقعية التي تسبب أضرار كثيرة للأخرين أوجب النظام على المحكمة متى ما تبين لها أن الدعوى صورية أو كيدية رفضها، ولها الحكم على من يثبت عليه ذلك بمعاقبته تعزيراً.

البعض من المدعى عليهم ينتظر الى حين الانتهاء من القضية المقامة ضدهم والحكم برد الدعوى، حتى يشرع في إجراءات رفع دعوى أخرى في مواجهة المدعي (دعوى كيدية) يطلب فيها تعزير المدعي(غرامة – سجن) لكيدية دعواه  وهذا جائز نظاماً (أو بدعـوى مسـتقلة لـدى الدائرة نفسـها)، والجدير بالذكر ان النظام منحهم الحق في المطالبة برد الدعوى لكيديتها والمطالبة بتعزير المدعي في ذات الدعوى المنظورة كسباً للوقت والضرب على الحديد وهو ساخن استناداً على نص الفقرة (2) من المادة (الثالثة) من نظام المرافعات الشرعية، ولم تقف الفقرة السابقة عند تعزير المدعي بل ذهبت الى اكثر من ذلك ومنحت المتضرر في الدعـاوى الصوريـة أو الدعـاوى الكيديـة المطالبـة بالتعويـض (مادي أو معنوي) عما لحقـه من ضرر بسبب هذه الدعوى بطلـب عارض، ويجوز تقديم الطلب العارض في أي حال تكون عليه الدعوى قبل قفل باب المرافعة (المقصود بالطلبات العارضة ما يقدمه المدعي أو المدعى عليه أو المتدخل بنفسه أو من أدخله الخصم أو من أدخلته المحكمة من طلبات جديدة أثناء سير الدعوى) ويرسم النظام لتقديم الطلبات العارضة طريقين: سواء كان الطلب مقدم من المدعي او المدعى عليه، الاول عن طريق صحيفة تبلغ للخصوم قبل يوم الجلسة، والثاني شفاهة أثناء الجلسة ويكون في حضور الخصم الاخر ويكتب ذلك في ضبط الجلسة، وبهذا يصبح المدعى عليه مدعياً بمعنى أنه يحق له أن يتخذ موقفاً إيجابي ولا يكون بموقف دفاع فقط طوال سير الدعوى وهذا ما أراده المنظم.

طرق تقديم الطلبات العارضة

الطريق الأول : تقدم الطلبات العارضة من المدعي أو المدعى عليه عن طريق صحيفة تبلغ للخصوم قبل يوم الجلسة , ويقصد بذلك إيداع صحيفة الطلب بالمحكمة وإبلاغها للخصم والأخذ بالأعتبار مواعيد الحضور .

الطريق الثانية : تقدم الطلبات العارضة شفاهاً أثناء الجلسة ويكون في حضور الخصم الاخر ويكتب ذلك في ضبط الجلسة , ويحق للخصم الاخر طلب مهلة للرد على هذا الطلب .

أطلب خدمة قانونية

تابع المدونة ستجد كل جديد في التشريعات و القوانين و التعاميم , والسوابق القضائية

تابعنا

نسعد بتواصلكم وخدمتكم

شارك المنشور تكرماً

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تواصل معنا
💬 طلب خدمة!
مرحبًا
كيف يمكننا مساعدتك؟
هل ترغب في طلب خدمة ؟